سلّط الكاتب التركي أوغور غوفن، في مقال نُشر بموقع "آيدنليك"، الضوء على الحاجة الملحة لأن تمتلك تركيا منظومة دفاع جوي متكاملة تشبه "القبة الحديدية" الإسرائيلية، في ظل التحولات الجذرية في طبيعة الحروب الحديثة.
وأوضح غوفن أن الحروب في القرن الحادي والعشرين لم تعد تقتصر على الاشتباكات البرية، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على الصواريخ والمسيرات والأسلحة الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي لم تعد خياراً إضافياً بل ضرورة حتمية لحماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
وأشار إلى أن تركيا، التي أحرزت تقدماً كبيراً في صناعاتها الدفاعية، تمتلك القدرة النظرية على تطوير منظومة "قبة فولاذية" محلية، لكنها تواجه تحديات كبيرة أبرزها اتساع مساحة الجغرافيا التركية، وتنوع طبيعة التهديدات بين حدودها المختلفة، إلى جانب التكاليف المالية الباهظة لمثل هذه المنظومة.
واقترح الكاتب اعتماد حلول مبتكرة أقل تكلفة، مثل الدفاعات الجوية بالليزر أو المدافع الكهرومغناطيسية، والاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي لتقليل النفقات التشغيلية وزيادة الكفاءة.
كما شدد على أن امتلاك تركيا منظومة دفاع كهذه سيوفر لها بعداً ردعياً واستراتيجياً، ويعزز مكانتها داخل حلف الناتو، لافتاً إلى أن القبة الفولاذية لا تمثل فقط أداة دفاع، بل أيضاً رمزاً لقوة الإرادة والكفاءة التكنولوجية التركية.
وختم غوفن مقاله بالتأكيد على أن البيئة الأمنية المعقدة في المنطقة، والتطور المتسارع في تقنيات السلاح، تفرض على أنقرة التحرك سريعاً نحو تحقيق هذا المشروع الوطني.
