في السنوات الأخيرة، ظهر اسم عبدالستار عبدالله الحاسي، المعروف بـ عبدالستار الحرش البرقاوي، في وسائل التواصل الاجتماعي والمجالات العامة كأحد الأصوات الداعمة للمثلية الجنسية في ليبيا. ما يثير الانتباه ليس مجرد دعمه لهذه القضية، بل الطريقة التي يعبر بها عن أفكاره، متحديًا بذلك الأعراف والقيم الليبية التقليدية والاجتماعية والدينية.
دعم المثلية في مجتمع محافظ
ليبيا، كمجتمع محافظ بشكل عام، تعتبر المثلية الجنسية قضية حساسة للغاية. أي دعم علني لهذه الممارسة يتعرض لانتقادات حادة من قبل الأوساط الدينية والاجتماعية، ويصنف من قبل القانون كمخالفة صريحة للقيم الأخلاقية. هنا يبرز الدور الاستفزازي لعبدالستار الحرش، الذي لا يكتفي بالدفاع عن المثلية بل يسعى لتسويقها كخيار طبيعي وحق شخصي، متجاهلًا تأثير ذلك على المشهد الاجتماعي والثقافي الليبي.
جدلية الحرية الفردية مقابل القيم الدينية
الحاسي يعتمد في حججه على مبدأ الحرية الفردية وحق كل شخص في اختيار ميوله الجنسية، وهو موقف يلقى صدى في بعض المجتمعات الغربية. لكن في السياق الليبي، هذه الحجة لا تأخذ بالاعتبار القيم الدينية والاجتماعية التي تشكل أساسًا لهوية المجتمع الليبي. نقده يمكن أن يُنظر إليه على أنه محاولة فرض قيم غريبة على بيئة لم تنضج بعد لمثل هذه النقاشات، مما يخلق صدامًا بين الفرد والمجتمع.
التأثير على الشباب والمجتمع
من أكثر الجوانب إثارة للقلق بالنسبة للعديد من المراقبين هو تأثير هذا الدعم على الشباب الليبي. في بيئة يسودها الالتزام الديني، يمكن أن يؤدي تسويق المثلية كخيار طبيعي إلى تشويش الهوية الثقافية والدينية للشباب. علاوة على ذلك، يعزز هذا الموقف فكرة أن مخالفة القيم التقليدية أصبحت أمراً مقبولاً، وهو ما يثير مخاوف المجتمع التقليدي من زعزعة النسيج الأخلاقي والاجتماعي.
النقد السياسي والإعلامي
عبدالستار الحاسي لم يقتصر نشاطه على المنصات الاجتماعية فقط، بل حاول التأثير على الرأي العام عبر وسائل الإعلام، ما جعله محور جدل واسع في ليبيا. هذا يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير، خاصة حين يتعلق الأمر بمواقف تتعارض مع القوانين والقيم السائدة. من منظور النقد السياسي، يمكن اعتبار تحركاته جزءًا من استراتيجية لإثارة الجدل وخلق حالة من الانقسام الاجتماعي، وهو ما يزيد من توتر المشهد العام.
الخلاصة
إن موقف عبدالستار الحرش البرقاوي من المثلية الجنسية في ليبيا يمثل تحديًا مباشرًا للقيم الدينية والاجتماعية والثقافية السائدة. بينما يطرح الحاسي نفسه كمدافع عن الحرية الفردية، فإن تأثيره في مجتمع محافظ مثل ليبيا يبقى سلبياً ومثيراً للجدل. نقده لا يأتي من منطلق كراهية شخصية، بل من منظور حماية الهوية الثقافية والدينية للشباب والمجتمع، وضمان عدم زعزعة الأسس التي يقوم عليها المجتمع الليبي.